عجيب أمر الإنسان، يسير في الدنيا بلا هدف منير أو طريق واضح،
تجده يسير كمئات الملايين من البشر، همه الوحيد أن يحيا حياة البهائم، يأكل ويشرب وينام،
لا رسالة ولا هدفاً إليهما يسعى.
أتعلم يا صديق أن 3% من سكان المعمورة هم من يحققون التغيير
في مجرى التاريخ؟ من هذه النسبة يظهر الزعماء والأنبياء والعلماء والدعاة، هؤلاء هم
من المصلحون والمحسنون من حياة البشر، هؤلاء من يحققون الرخاء لبني الإنسان وينيرون
أوساط المجتمعات بنوري العدل والحق.
ولكن ما سبب هذا الفرق الشاسع بين فئة الـ 3% وفئة الـ
97% من البشر؟
الفرق بين الفئتين أن فئة الـ 3% يحملون درعاً وسيفاً، رسالةً
ورؤية قد وضعوا الخطط لتحقيقهما.
فهؤلاء يسيرون في درب واضح المعالم، وبفضلهما، كل المصاعب
والعقبات والشدائد تهون أمامهم، فيحققون النصر على كل عسر.
أما الدرع فهو الرسالة، والرسالة هي شيء يعيش به الإنسان
طوال عمره، لا يسعى إليها لفترة معينة من الزمان كالرؤية، بل طول الحياة، والرسالة
هي النتيجة النهائية المرجوة من العمل، وقد تكون في جوانب عدة، رسالة في الجانب الرياضي
ورسالة في الجانب الاجتماعي وأخرى في الجانب الروحاني وأخرى في العلمي وهكذا، ولابد
أن تكون محتوية على 3 عناصر، الله ونفسك والأخرين، فلو نسيت الله فأعمالك سراب لا مكان
لها في ميزان حسناتك، أما لو نسيت نفسك فسوف تهمل نفسك، أما لو نسيت الأخرين فستكون
أنانياً، لا تفكر إلا في مصلحتك الخاصة، وكمثال للرسالة، فقد تكون إرضاء الله بإسعاد
نفسي والأخرين.
أما السيف، فهو الرؤية أو الهدف، وهو فعل يتم تحقيقه في فترة
معينة من الزمن، وهي تنبثق عن الرسالة، فلو كانت رسالتك هي المذكورة سلفاً، فهدفك قد
يكون إنشاء جمعية خيرية مثلاً أو أن تصبح كاتباً ساخراً.
ولأن الله –عز وجل- قد قال عن رسوله –صلى الله عليه وسلم-
"لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ "، فلنأخذه
-صلى الله عليه وسلم- كقدوة.
فانظر إليه وهو يعلن بمنتهى الوضوح عن رسالته في الحياة إذ
به يقول –صلى الله عليه وسلم- "إنما بُعثت لأتمم مكارم الأخلاق"، أما رؤيته
فقد كانت واضحة وضوح الشمس، حيث يقول عن رؤيته "ليبلغن هذا الدين ما بلغ الليل
والنهار" وأيضاً "لتفتحن روميا ومدينة هرقل أولاً"، صلى الله عليه وسلم.
نصيحتي لك يا صديق أن تكون دوماً حاملاً للدرع والسيف، للرسالة
الرؤية، حتى تسير نحو مستقبلك المشرق بخطى ثابتة ويقين كامل لا يتخلله شك.
_________
15/2/2012
15/2/2012
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق