والله إن قلمي ليخجل من مجرد المحاولة في وصف الأحداث السابقة.
الضرب بالحجارة والرخام وأطقم الحمامات، معاملة المعتصمين كالكلاب، حرق الخيام، حرق المجمع العلمي، وفوق كل هذا، سحل الفتيات في الشارع.
وكأني أتابع أحداث البوسنة والهرسك، حين دخل الأمريكان وسحلوا فتياتها.
بل وكأني أتابع أحداث موقعة الجمل، حين أبى حزب الكنبة إلا الرضا باستقرار ونصر مزيفين، وحجبوا أعينهم عن الرؤية، فهؤلاء لا يريدون إلا الاستقرار ولو كان في قفص.
ويأتي إلينا أعضاء الحزب الكنبى العظيم، يقولون كلاماً يقشعر منه الأبدان، "ازاي بنت تعتصم لوحدها؟" "ازاي مش لابسة حاجة تحت هدومها؟" "ازاي العسكري لابس كوتشي ؟" "حد قالها تستفز العسكري؟"
"الصور ديه فوتوشوب! (مع العلم إن الفوتوشوب للصور لا المقاطع المرئية)" "حرام عليكم اقتصاد البلد!" "عاوزين تدمروا الجيش زي ما دمرتم الشرطة!"
( فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضاً وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ) (البقرة:10)
استغرب كيف يحدث هذا في بلد إذا صُفع فيه الرجل من فتاة فرد عليها ، ولو بمجرد السب، ينهال عليه المصريون بالضرب وينهالون على الفتاة بـ"الطبطبة"!
كيف رضي المصريون ببيع شرفهم مقابل استقرار مزيف، كيف رضوا بتصديق الكذبة والدخول في القفص؟، كيف رضوا بحجب أعينهم عن تلك الأحداث المؤسفة؟
يعلم الله أنني ضد الاعتصام أصلاً، ولكنني مع حرية الاعتصام، وضد فض الاعتصام بتلك الوحشية، فحين فضت أمريكا (خايف يتقال عليَّ عميل) اعتصام حركة "احتلوا وول ستريت"، لم يمسوهم بأي أذى لفظى أو جسدي، بل كانوا يشدونهم ويدفعونهم إلى الخارج، وكان المعتصمون يضحكون، وكان فض الاعتصام بسبب أيضاً وقف مصالح الدولة، ورغم ذلك لم يفكروا حتى في أي أسلوب يهين كرامة الإنسان.
أين أنتم يا أحفاد المعتصم؟! أحلقتم شواربكم ولحاكم؟ أرضيتم بالذل والفقر والظلم؟ أين شرفكم؟
والله لو كانت التي تُسحل هي علياء المهدي، لكان حراماً علينا السكوت على سحلها!
ولا ننسى طبعاً شهدائنا، الذين قُتلوا في تلك المهزلة، وتعليقي على مقتلهم هو ما قاله ابن عمر، فقد نظر ابنُ عمر يومًا إلى الكعبة، فقال: (ما أعظمك وأعظم حرمتك، والمؤمن أعظم حرمة عند الله منك) [رواه الترمذي، (1955)، وصححه الألباني في صحيح سنن الترمذي، (2032)]
أنازلون التحرير أم أحالقون شواربكم ؟!
_________
22/12/2011
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق