الخميس، 23 فبراير 2012

على عربية الفول


يصحى على الفجر ويقوم للصلاة، بعد الصلاة مبينامش زي ناس كتير، لأ، بيبدأ يسعى على رزقه، يروح يشتري العيش والخضار ، وبعدين يروح يفتح الباب، ويطلع عربيته، لونها أحمر زي معظم العربيات، مكتوب عليها الجمل الشهيرة اللي بتتكلم عن الرزق، ومكتوب عليها الإخلاص والمعوذتين، زي أي عربية.
خارج بالعربية مع الصبي بتاعه وهو بيقول بسملة, بعد ما يرسى في مكانه المعتاد، يبدأ يجهز، يلبس المريلة، ويبدأ يسخن قدرة الفول، ويجهز الطحينة والسلطة، وبيجهز الترابيزة ويفرش الملاية ويرص الكراسي ويجهز الأطباق.
الرجل بيعتبره زي أي مطعم، لكن شايفه أجمل من أي مطعم 5 نجوم، لأن أجمل ما فيه بساطته.
من الصبح لحد صلاة الظهر، كل أشكال الخلق بتعدي عليه، من لابسين بدل لطلبة بلبس المدارس، لشيوخ بجلابية ودقن بتلمع من بياضها، للي لابسين ميري ومجموعات من الصحاب اللي بيتلموا على أكلة.
كل واحد بقى ومزاجه، فول بطحينة أو بخضار أو بالزيت الحار، فول سندوتشات أو تغميس، واقف أو قاعد، زي ما يحب، مفيش قيود أو شروط في عربية الفول، بس هو شرط، أنك تدفع، نفذت الشرط تاكل بقى زي ما تاكل.
على عربية الفول، مفيش فروقات بين الناس، الصاحب والغريب بيتجمع على أكلة واحدة، متعرفش اللي بياكل ده ملته ولا مركزه إيه، على عربية الفول، الكبير ميتقدمش على صغير جه قبليه، على عربية الفول، تسمع حوارات من كل الأنواع، والأغلب بيبقى رياضي وسياسي، على عربية الفول، بتتعرف على صحاب جداد، وبتاكل وبتتكلم معاهم.
في نهاية المطاف، بعد نهاية الموارد، وبعد أذان الظهر، الرجل يبدأ يعد في رزقه وعلى وشه ابتسامة رضا، يبوس الفلوس ولا كأنها بنته، ويرفع إيديه للسماء، بيشكر الرزاق على رزقه، يرجع العربية مكانها، يصلي، يروح لبيته بيفكر في اليوم الجديد وقلبه مليان تفاؤل وطموح.

___________
30/1/2012

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق