موقف مازال محفوراً في ذهني حتى هذه اللحظة، ففي يوم 28 يناير، وأنا ذاهب إلى صلاة المغرب (الضرب كان على أشده)، رأيت رجلاً كبيراً يتحدث مع رجل أكبر منه، سمعته يقول أن ما يقوم به الشباب هي أعمال فوضوية وهمجية وليس لها فائدة، دخلت معه في الحوار وقلت له أن هؤلاء الشباب نزلوا مطالبين بحقوقك وحقوقهم وليقضوا على الفسد، فسألني: "وأنت مالك؟ أنت النظام أذاك في حاجة؟"، قلت له إن هذا وطني لابد من أن أهتم بمشاكله، فعبس وتولى.
ووجدت كثيراً من أصدقائي، حين يرونني أتحدث في السياسة ومشاكل البلد، يقولون لي "عيش سنك" "ليه عامل في نفسك كده؟" "أنت مالك"، ولُقبت بلقب "معقد".
شيء عجيب، فما أنا بدعاً من الشباب، كل ما أقوم به هو الاقتداء بصحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
فهذا الزبير بن العوام -رضي الله عنه-، حواري الرسول -صلى الله عليه وسلم- وفارس الإسلام، أسلم وكان يبلغ من العمر 15 عاماً.
وهذا سعد بن الوقاص، الصحابي الوحيد الذي فداه الرسول -صلى الله عليه وسلم- بأبيه وأمه يوم أحد، وأول من أراق دماً، أسلم وهو في ال17 من عمره.
وهذا علي بن أبي طالب، الذي أسلم في العاشرة من عمره، ولابد أن نقف هنا وقفة، فعلي -كرم الله وجهه-، في هذا السن الصغير، كان يعي معاني الوحدانية والكفر وأفكار النبوة والرسالة والجنة والنار، والعمل والحياة والموت في سبيل الله.
وهذا زيد بن ثابت، ففي ال13 من عمره، رغم صغر سنه وحجمه، حين سمع بخروج المسلمين إلى بدر للقتال، أعد لبدر العدة، والسيف كان أطول منه! ولكن رفضه الجيش، فعاد زيد حزيناً إلى أمه "النوار بنت مالك"، فقالت له بما أنك تتقن القراءة والكتابة وتحفظ كثيراً من سور القرآن، فلنذهب إلى الرسول -صلى الله عليه وسلم- لنرى كيف نوظف هذه الطاقات في خدمة الإسلام.
فحين أُعجب به الرسول -صلى الله عليه وسلم-، أمره بتعلم العبرية، فتعلمها في فترة وجيزة، ثم أمره -صلى الله عليه وسلم- بتعلم السريانية، فتعلمها، ثم صار زيد ترجمان الأمة حاضراً في كل اللقائات السياسية الخطيرة كمترجم.
انظر يا صديقي، كيف كان يقدر الرسول -صلى الله عليه وسلم- مواهب الصغار ولا يحقر منهم أبداً، بل بالعكس، فهؤلاء الصغار هم بناء المستقبل، على عكس طريقة تعامل بعض الكبار مع صغارهم الحالمين الموهوبين.
يا بنو جيلي، أنتم أوفر الأجيال خظاً التي مرت على مصر، فلا تلتفتوا لمن يحقر من مواهبكم أبداً، أنتم بناة المستقبل، لكنكم تحتاجون للقيام ب10 أشياء حتى تكونوا الجيل الذي سيبني خير أمة:
1- أقلع عن المعصية فوراً.
2- أعرف دينك.
3- ارتبط بالمسجد.
4- كن متفوقاً.
5- صل رحمك.
6- اختر أصحابك.
7- أعرف واقعك.
8- كن رياضياً.
9- ادع غيرك.
10- نظم وقتك.
إن كان الاهتمام بأمراض أمي جريمة، يُسمى مرتكبها معقداً، فأنا أفتخر بوضع هذا اللقب وساماً على صدري.
يا بنو جيلي، كفايانا تفاهات وسفاهات، كفايانا عصبية لفرق كروية ومطربين، فنحن من سنحمل الراية، وعلينا أن نكون أصحاب عمة عالية كي نكون أكفاء بحملها، حتى نسلم الراية للجيل التالي ومعها دولة متقدمة، نظيفة من الفساد وحديثة.
إنه مشوار صعب، أعلم، ولكن إن لم نكن نحن حاملي الهم، فمن سيحمله؟
والثورة مستمرة.
___________
6/2/2012
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق