الخميس، 23 فبراير 2012

لا تراجع ولا استسلام


أهم العناوين في 19/1/2011:
_قتل 9 وإصابة 25 فى حواد ث سير بأسيوط وقنا، إغلاق طريق أسيوط ــ القاهرة الشرقى.
_احتراق 3 منازل فى المنيا والسيول تضرب 3 مدن فى سيناء وتعزل سانت كاترين.
_مواطن يحرق نفسه أمام مجلس الشعب
_تصاعد حركات التمرد ضد وزير التربية والتعليم
_النائب العام يتدخل لمواجهة خطر إنفلونزا الطيور: استدعاء قيادات الخدمات البيطرية عقب تحذير وزارة الصحة من تفشى المرض أكبر تراجع للجنيه فى 6 سنوات: البورصة تصل لأدنى مستوى فى 7 شهور
أهم العناوين بعد عام من الثورة:
_المحكمة تفرج عن سفاح ثوار السويس.. والنيابة تسأنف
_3800 شاب أصيبوا في عيونهم خلال الثورة.. منهم 1800 فقدوا الاثنين.
_حبس أبو دومة 15 يوماً في أحداث مجلس الوزراء.
_السويس غاضبة.
_كتائب القصاص:سنثأر لدماء الشهداء في ذكرى الثورة.
_اتهام صلاح سلطان بمعاداة الصهيونية.
_سحل فتاة وتعريتها في الشارع.
_مقتل الشيخ عماد عفت والطالب علاء عبد الهادي.
"إذا كانت هذه هى الحالة التى وصلنا إليها بعد مرور ما يقرب من عام على قيام الثورة، فأى نوع من المشاعر يمكن أن تطرأ على مصرى متعاطف مع الثورة؟ لا يمكن أن تكون مشاعر ابتهاج تبرر إقامة «احتفالية بالذكرى الأولى للثورة». ولكنى لا أظن أنها من الكآبة بحيث تبرر إقامة «بكائية» فى رثاء الثورة وتأبينها. الصورة الأقرب إلى ذهنى هى صورة مولود جميل مكتمل الصحة، تسلمه من أبيه وأمه (بلا سند أو مبرر واضح) من ادعى أنه سيحميه ويرعاه بالنيابة عن أبويه، ثم ثبت بعد أقل من عام أن له أغراضا أخرى غير حماية الطفل ورعايته. إنه لم يقتل الطفل بعد، ولكن هناك مخاوف لها مبررات قوية من أن هذا هو المقصود." – جلال أمين.
وما يواسيني إلا قول رسولي –صلى الله عليه وسلم "تفاءلوا بالخير تجدوه"
بعد ثورة، أطاحت بنظام ديكتاتوري خائن بوليسي، حكمنا نظام أقدم من النظام البائد، بعد ثورة جمعت بين ألوان الطيف، تفرقنا بسبب المصالح والعصبية، بعد ثورة أشاد بها العالم أجمع، فإذنا بنا يضحك علينا العالم أجمع.
واحزناه! وبعد كل هذا وذاك، يحتفل القاتل بذكرى مقتوله!
وبأي شيء نحتفل؟ أنحتفل بسقوط أكثر من 200 شهيد بعد الثورة، دماؤهم أغلى من الكعبة، وهم شباب كالورد أمثال علاء عبد الهادي طالب كلية الطب والشيخ عماد عفت، أتحتفلون بمحاكمات هزلية لنظام مجرم؟ أم بحق شهيد لم يُسترد؟ أم بفساد مستشرٍ في الشوارع؟ أم باقتصاد خَرِب؟ أم بحكم عسكر؟ أم بإعلام حكومي كذوب، أم بفتاة سُحلت وعُرت؟ أم بمحاكمات عسكرية؟ بأي شيء تحتفلون؟ بخيبتنا؟!
نعم هناك إنجازات، لكن هل هي إنجازات تساوي ما بذله الثوار من جهد ودماء؟، الإجابة: لا.
لكن الثورة ليست السبب، والله لا، لقد آثرت أن ابدأ بمقدمة عن أوضاع مصر قبل الثورة، لأبين أن الخطأ ليس في الثورة، فالثورة لم تصل إلى المؤسسات ليُحكم عليها بالفشل.
الخطأ هو خطأ نظام الثعالب ذو أيدي الأخطبوط! ما حقق الأمن ولا حقق العدل وما آثر إلا هواءً ملوث بدنس الفساد.
الاقتصاد قد تدهور، صحيح، ولكن ليس بسبب الثوار، ولكن ببساطة بسبب ضبابية نقل السلطة وضبابية مستقبل مصر، فأي مستثمر عاقل لن يستثمر في دولة لا تعرف مصيرها إلى أين، أو دولة معرضة لثورة في أي وقت، أو بها أي نوع من الاضطرابات (ملحوظة: البورصة ليست مؤشراً على تقدم الاقتصاد أو تأخره).
السياحية تدهورت، صحيح، ولكن هذا بسبب شرطة لا ترضى العودة إلا بنفس شروط العهد البائد، وهذا لن يحدث إلا على آثار جثثنا.
فسر لي أيها القارئ الكريم، لماذا لم يستتب الأمن إلا بعد أحداث محمد محمود؟ لماذا لم يُقال المحافظون إلا بعد الاحتجاجات ؟ لماذا لم تُلغى وثيقة السلمي ولم يرحل أحمد شفيق أو يُحاكم المخلوع أو يسقط أمن الدولة أو يُقبض على أركان النظام إلا بالضغط والمظاهرات وفقط بالضغط والمظاهرات؟!
ثم يأتي حزب الكنبة العظيم مشتكياً من كثرة المظاهرات "حرام عليكو خربتوا البلد"، أهذا خطأ الثوار؟ أم خطأ من لا يفهم سوى لغة المظاهرات والاحتجاجات ويسير بمبدأ "اخبط دماغك في الحيط" ولا يعطي الحقوق إلا بـ"القطارة"؟
وفرنسا يا سادة بالمناسبة، على مدار 365 يوم في السنة، مظاهرات في مظاهرات، ولم يشكو الاقتصاد الفرنسي أبداً من تلك المظاهرات.
لقد كنت غبياً حين توقعت أن وزير الدفاع في حكومة مبارك قد ينحاز إلى ثورة قامت على سيده، لقد كنا أغبياء حين أخذنا كلب السيد وربيناه في بيوتنا، فإذا هو يقتلنا واحداً تلو الأخر، فهو ليس وفياً إلا للسيد.
وهو يسير على درب السيد، كذب وخداع وبطء ونفاق،فمن المضحكات المبكيات في حادثة سحل الفتاة، أن اللواء عمارة قال أن الحادث حدث وسيتم التحقيق فيه، بينما قال طنطاوي لكارتر أن الحادث مزور والجنود كانوا يحاولون مساعدتها!
نحن لسنا ضد جيشنا الباسل، لا، فهؤلاء إخواننا وأسرتنا وعائلتنا، بل نحن ضد مجلس عسكري حاكم مكون من 19 فرداً فقط، فهو كالحكومة بالنسبة للدولة.
نحن ضد مجلس استعمل جيشاً وصاعقةً، يُفترض أنهم يُعدوا ليوم النزال مع العدو، في سحل المتظاهرات والمتظاهرين السلميين.
ومازالت دماء جنودنا على الحدود رطبة لم تجف، شاهدة على تواطؤ العسكر مع صديقهم الصهيوني، فدماء شعبي رخيصة في سبيل رضاك يا حبيب القلب ومنى العيون.
ويأتي المجلس العسكري، بمنتهى السذاجة، يقول أن هناك طرفاً ثالثاً، لهواً خفياً، يعبث بالبلاد ومقدرات العباد، ولا يستطيع الجيش بكامل أجهزته القبض عليه!
يقول الصحفي عماد الدين حسين في مقاله في جريدة الشروق أنه قابل مسئولاً سابقاً وأقسم بأغلظ الإيمان أن هناك طرفاً ثالثاً بالفعل والحكومة تعرف معظم أفراده، فسأله لماذا لم يُقبض عليهم، قال أن الأمر معقد!
تحقيق العدالة وحفظ الأمن أمر معقد! حصار الفلول أمر معقد! ومعقد على من؟! بالطبع معقد على أصدقاء الفلول، فهؤلاء لا يريدون لأصدقائهم إلا الخير والسلامة.
والجيش والداخلية بكامل أجهزتهما لا يستطيعان القبض على الطرف الثالث، نكتة! ويالها من نكتة "فقيعة"!
وها هو طنطاوي، يأتي ليتصدق علينا ويقول أنني سألغي حالة الطوارئ إلا في حالات البلطجة، الصراحة لن أرد، بل سأترك الرد للنائب عمرو حمزاوي الذي يقول: "اقترحت لبيان المجلس بشأن الغد إعلان رفض قرار المشير إنهاء حالة الطواريء لأن استثناء ما سمي جرائم البلطجة يعني التحايل على إنهاء الطواريء . الكثير من الثوار والمعتصمين والمتظاهرين حوكموا أمام القضاء العسكري بإدعاء تهم بلطجة غير صحيحة وعدد من في السجون العسكرية منهم بالألاف لابد من إنهاء كامل للطوارئ دون استثناء".
تقولون أنني متشاؤم؟ مخطئون! بل أنا متفاؤل جداً جداً! فأنا مازلت مؤمن بحديث الحبيب –صلى الله عليه وسلم- "تفاءلوا بالخير تجدوه".
فها هو مجلس الشعب قد قام، لكي يسير بالتوازي مع مظاهرات الثوار جنباً إلى جنب في سبيل تحقيق مطالب الثورة وتحرير مصر من الظالم وظلمه.
وفي هذا الصدد، لي 3 رسائل:
الرسالة الأولى لنواب مجلس الشعب، أيها النواب، أن أملنا اليوم هو في وحدتنا، فانسوا سلفيتكم وإخوانيتكم وليبراليتكم وعلمانيتكم، وتذكروا مصريتكم وفقط مصريتكم، لقد انتخبكم الملايين من شعب مصر لتحقيق أهداف الثورة والقصاص للشهداء، فلا تدعوا الفروقات تؤرقنا وتزعجنا، لا تحولوا الاختلاف إلى خلاف، فنحن كألوان قوس القزح، نكمل بعضنا البعض في سبيل صناعة أجمل الصور.
ولابد أن تضغطوا، أنتم والشارع، بأقصى ما يمكن على المجلس العسكري، حتى يعلن فتح باب الترشح للرئاسة فور نهاية انتخابات الشورى، لكي نعجل بالخلاص من هذا الكابوس، لكي نجعل مصر دولة، لا معسكر.
فأنا لا أثق في أن العسكر سيرحلون في نصف 2012، فقد قيل نفس الكلام في الاستفتاء وأخلف وعده، فما بالك بوعد غير مكتوب؟!
يقول الرسول -صلى الله عليه وسلم- :"آية المنافق ثلاث، إذا وعد أخلف، وإذا حدث كذب، وإذا أؤتمن خان"، صفات كلها اجتمعت في هذا المجلس، فهل تريدون مني الثقة فيه؟
الرسالة الثانية لمن يؤيدون المجلس العسكري، بصراحة لا أستغرب منكم، فلو رأينا مواقفكم السابقة بعد خطاب المخلوع الثاني لعلمنا أنكم أول من قال "خلاص حرام عليكم الرجل هيمشي" وأول من وقف ضد الثورة، فكنتم أنتم من ستفشلون الثورة بطيبتكم وجهلكم لتاريخ هذا الفرعون وما فعله ما في إخوانكم المصريين.
فقط لدي سؤال، ما تفسيركم لهذا البطء في تحقيق القصاص ومطالب الثورة وتسليم السلطة وتطهير وزارة الداخلية وغيرها من المطالب؟
ولكنهم معذورون، فربما سمعوا شعار "عيش، حرية، عدالة اجتماعية" على أنه يقول "جيش، حربية، شرطة عسكرية"، ربما..
كثير منكم يعلم الحقيقة، لكنه يعيش تحت شعار "لا أسمع، لا أرى، لا أتكلم" في سبيل استقرار زائف وأمن مدنس بالذل ورغيف خبز مصنوع بقمح مسرطن.
أما الرسالة الثالثة، فهي لكل مخلص للثورة، الميدان يناديك يا أخي ويقول "عد إلى ثكناتك"، فلبي النداء غداً رافعاً رايتك، وساهم بنفسك حتى يعلم العسكر أن مصر مازال بها الكثير من أصحاب البصيرة.
ولكن هذا لا يعني أنني مع تطور المظاهرات إلى اعتصام، أنا أؤيد وبقوة نزول الميدان لاستكمال الثورة، وللضغط على العسكر لتسليم السلطة، ولكنني ضد تطور المظاهرات إلى اعتصام، أنا ضد هذا تماماً، فالآن أصبح لدينا مجلس الشعب الموقر، الذي إن شاء الله سيجاهد ضد طغيان المجلس العسكري، وأنا أشفق عليهم بصراحة، فوضعهم الآن أشبه بوضع شخص ضعيف ضُرب من بلطجي فأحضر للبلطجي أخاه كي يأخذ بثأره وحين وصلا للبلطجي هرب الضغيف وترك أخاه وحيداًّ! آه والله!
هذا ما مكنني الله من خطه بقلمي المتواضع، راجياً من المولى –عز وجل- أن تكون تلك المقالة كلمة حق خالصة لوجهه الكريم في وجه سلطان جائر.
"وَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ" [سورة إبراهيم:42]
بانتظاركم في ميادين التحرير.

________________
24/1/2012

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق