الخميس، 23 فبراير 2012

ومازلت الثورة تتنفس


ارجع معي بالذاكرة ليوم 24/1/2011 وتذكر كم الرعب الذي كان في قلوب بعض الناس، تذكر معي التهديد والوعيد الذي طال كل من نوى ارتكاب خطيئة النزول إلى التحرير، لقد كان رعباً ولا كأننا داخلون على كابوس.
بكل أسف، وسائل الإعلام (الحكومية والخاصة) ساهمت بشكل كبير في خلق هذا الرعب، فكلهم كانوا يتكهنون بقلة الأعداد ونزول البلطجية وأحداث شغب وتكرار أحداث ثورة 25 يناير المؤسفة، يكفي كمثال على هذا جريدة الجمهورية 23 ديسمبر حيث كتبت بالبنط العريض "في الذكرى الأولى لثورة 25 يناير، مخطط إحراق مصر، توليفة الفوضى: استفزاز الجيش..سقوط القتلى..إشعال الحرائق، الهدف: جر البلاد لحرب أهلية.. فرض الوصاية الدولية عليها" !!
آه بالمناسبة، أين المخطط الأناركي الذي كان يهدف لحرق مصر الذي قاله مجلسنا العسكري الموقر؟، هل انشغل بعملية أخرى في جزيرة هونولولو مثلاً؟ أم يقاتل مع كتائب الشباب المجاهدين في الصومال؟
لابد أن نعرف كيف كان يسير مخطط العسكر، فقد جعل الشعب يكره الثورة بتطويل الفترة الانتقالية بدون أي مبرر مع غياب الامن وزيادة الفوضى مما أدى إلى التشجيع على الاعتصامات والوقفات الاحتجاجية كى تزهق الناس اكثر وتحس بالخراب مثل وقفات ميناء دمياط، اختفاء الحاجات الاساسية ورفع الاسعار، الكلام عن اجندات وتمويل خارجى، التأثير على الشعب بوقفات العباسية وغسيل المخ، واساليب أخرى كثيرة كلنا لاحظناها، مع التصريح ببقاء العسكر فى الحكم 6 شهور ثم لـ2012 ثم لـ 2013 ، ثم ضربة قوية للثوار فى احداث محمد محمود من قتل وسحل وجر من الشعر للبنات ورمى الجثث فى الزبالة ، فيخاف الثوار ويهربوا والشعب اصلاً فى اعتقادهم كره الثورة فيسطيروا على الموقف ويستمروا فى الحكم للأبد بأى حجة وحماية مبارك والنظام القديم، لهذا لم يهرب مبارك للخارج لانه يضمن حماية الجيش، لكن الحمد لله فشل مخططهم بتوفيق من الله ثم بصمود الثوار وارواح الشهداء، فبارك الله فى شعب مصر.
وأريدك أن تلقي نظرة على تلك الصورة الجميلة (الملون بالأحمر هو مكان وقوف المتظاهرين):
http://tinyurl.com/7vvewo9

صدق رسول الله –صلى الله عليه وسلم- حين قال أن القلوب بين يدي الرحمن يقلبها كيف يشاء.
لقد أثبت الشعب المصري أن الثورة مازلت حية، ومازالت وستظل مستمرة حتى تطهير البلاد.
ومازال التزييف الإعلامي مستمراً، إذ كيف تحولت المسيرات والهتافات ضد العسكر إلى "احتفالية بعيد الثورة الأول"؟!، حقاً، لا تعليق!
ولكن يهاجم بعض الناس هذه المظاهرات قائلين جملاً مثل "زهقنا من التظاهر" و"المظاهرات وقفت حال البلد"، اسمحوا لي بالرد على هذه الشبهة، في البداية لابد أن نعرف أن ما من مطلب في المطالب الأتية تحقق إلا بالتظاهر، إقالة المحافظين، إلغاء وثيقة السلمي، رحيل أحمد شفيق، محاكمة المخلوع، سقوط أمن الدولة والقبض على أركان النظام والقصاص للشهداء الذي كل مرة يحاولون تهدئتنا بإجرائات ما رأينا منها بصيصاً من النور، فهو من يضطرنا لتلك التظاهرات لأنه يعطينا مطالبنا بـ"قطارة".
أما الأمر الثاني، فأريد أن أعود بك أيها القارئ الكريم إلى وقت بناء مترو الأنفاق، فقد ظل الميدان مغلقاً لسنين، ولم يشتكي الاقتصاد، ومعلوم أن فرنسا بها مظاهرات على مدار 365 يوماً، لو يشكو منها الاقتصاد.
أما الأمر الثالث، فصدقوني، هؤلاء الشباب ليسوا بـ"صيّع"، بل منهم الشيوخ كالشيخ عماد عفت، والأطباء كأحمد حرارة، والطلبة المتفوقين كعلاء عبد الهادي، لقد نزل هؤلاء ليطالبوا بحقك وحقي وحق كل مصري حتى من سحلوهم وضربوهم!
إنما قد نزلوا مطالبة ً بمستقبل أفضل لك ولابنك ولحفيدك!
وبناءً على كل ما سبق، فأنا بانتظاركم بالميدان غداً، لأن المجلس العسكري لم يحقق مطلبنا وهو تعجيل تسليم السلطة، ولكي يعرف أن أصحاب البصيرة ليسوا بقلة، وفي سبيل قول كلمة الحق في وجه سلطان جائر.
والثورة مستمرة.

____________
26/1/2012

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق