جالس على الكرسي بعد الانتهاء من امتحان اللغة العربية، انتهيت مه بعد نصف ساعة فقط (الامتحان ساعتين ونصف)، أحيناً أتأفف وأحياناً أخرى أنام، وأحياناً أقلب صفحات كراسة الإجابة بحثاً عن خطأ (10 مرات يا مؤمن!)، يدخل علينا الرجل عينه 3 مرات ليتحفني بقوله "الإملاء في أخر 20 دقيقة)، الإملاء كان عن الحفاظ على مصر، قطعة إملائية جيدة بالنسبة لطالب في الصف الثاني الابتدائي، دقت ساعة الخروج (على رأي القذافي) وجدت نفسي في حافلة منطلقة إلى المنزل...
بعد الصلاة والحلاقة (نعيماً)، سألت نفسي، ماذا بعد؟
جاءني في خلدي وأنا أجيب على هذا السؤال سؤالين، الأول: ما هي خصائص الوقت؟
الإجابة أن خصائص الوقت هي:
1- أنه أنفس ما يمتلكه الإنسان.
2- أنه مستحيل التعويض.
3- أنه يمر ويمضي بسرعة.
4- لا يعلم مقداره إلا العليم الخبير.
هذا يعني أن الثانية التي تمر بدون عمل مفيد (ذكر الله مثلاً) تضيع هباءً، بناءً على هذا عليّ استغلال كل لحظة، وجاء في خلدي حديثي الرسول –صلى الله عليه وسلم- "نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ" و حديث "اغتنم خمساً قبل خمس" منهم 3 أشياء لها علاقة مباشرة بالوقت وهم "شبابك قبل هرمك وفراغك قبل شغلك وحياتك قبل موتك".
وعلى رأيك يا د.إبراهيم الفقي حين قلت "عش كل لحظة كأنها أخر لحظة في حياتك، عش بالإيمان، عش بالأمل، عش بالحب، عش بالكفاح، وقدر قيمة الحياة".
هذه إجابة السؤال الأول، أما السؤال الثاني, الذي كانت نتيجة للسؤال الأول, "فما المطلوب مني إذاً؟"
الجميل في الإسلام أنه ليس "ملة"، ليس مجرد طريقة تواصل مع الإله وكيفية الصلاة والصيام، بل هو "دين"، منهج حياة، في شتى المجالات التي تهم الفرد والأسرة والمجتمع والدولة، المجالات الرياضية والشخصية والاجتماعية والفنية والثقافية والسياسية والاقتصادية..
فإجابة هذا السؤال وجدته في كتاب الرحمن –عز وجل- حين قال: "وَمَا خَلَقۡتُ ٱلۡجِنَّ وَٱلۡإِنسَ إِلَّا لِيَعۡبُدُونِ(56) مَآ أُرِيدُ مِنۡہُم مِّن رِّزۡقٍ۬ وَمَآ أُرِيدُ أَن يُطۡعِمُونِ(57)إِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلرَّزَّاقُ ذُو ٱلۡقُوَّةِ ٱلۡمَتِينُ(58)" [سورة الذاريات].
إذن فما خُلقنا إلا للعبادة، ولكن أي عبادة؟ صلاة وصوم وحج فقط؟ هذه جزئيات من العبادة، إنما العبادة أيضاً هي ابتسامتك في وجه أخيك، ممارستك للرياضة وتقوية بدنك، إضحاك أصدقائك، تنمية موهبتك، المذاكرة والدراسة بجدية، بر الوالدين، العمل الخيري، تنمية المواهب..
فكل عمل صالح تفيد به أخاك هو عمل جليل له أجره في الإسلام طالما كانت نيتك موجهة لله.
بعد الإجابة على هذين السؤالين، عرفت ما سأفعله في الاجازة، سأخطط لتنظيم وقتي بأفضل ما يمكن، ولن تفوتني صلاة في مسجد (الذي هو فرض أصلاً) أو ورد قرآني، سأنمي موهبتي، أقرأ وأزيد معلوماتي، أخرج مع أصدقائي، النوم مبكراً والاستيقاظ من صلاة الفجر، وممارسة الرياضة.
لن أضيعه في تفاهات، أو مضايقة خلق الله، أن تضييع وقتي بالسهر والنوم، أو تضييع الصلوات، فلا يصح أن أعود للمدرسة مثلما خرجت منها، بل لابد أن يكون في شيئاً جديداً.
هذا ما استخلصته وأوصيكم أوصي نفسي بتطبيقه، وصدقني، "هتدعيلي".
_______________
28/1/2012
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق